وفي إطلالة على أبرز أفلام المهرجان التي يوصي بها النقاد وعشاق الفن السابع، تتنوع الموضوعات والأقسام المشاركة، ويأتي في مقدمتها فيلم الافتتاح البرازيلي «المسار الأزرق»، الذي تُفتتح به فعاليات الدورة السادسة والأربعين، والمقرر إقامتها في الفترة من 12 - 21 نوفمبر 2025، حيث يُعرض الفيلم خارج المسابقة الرسمية.

ويُعد الفيلم، للمخرج البرازيلي جابريل ماسكارو، من أكثر الأعمال ترشيحًا للمشاهدة بفضل موضوعه الإنساني العميق، إذ ينقل حكاية تيريزا البالغة من العمر 77 عامًا، التي تعيش في بلدة صناعية صغيرة بالأمازون، وتتلقى قرارًا رسميًا بالانتقال إلى مستعمرة سكنية مخصصة للمسنين، في هذا المكان المعزول يُؤخذ كبار السن لقضاء سنواتهم الأخيرة، بينما يكرّس الجيل الشاب حياته للإنتاجية والنمو، ترفض تيريزا ذلك المصير وتنطلق في رحلة عبر نهر الأمازون لتحقيق أمنية أخيرة قبل سلب حريتها، وهو قرار سيغيّر حياتها إلى الأبد.
الفيلم إنتاج مشترك من البرازيل والمكسيك وتشيلي وهولندا، ومن بطولة دينيز وينبيرج، ورودريغو سانتورو، وميريام سوكوراس، وآدانيلو.

ترشيحات نقدية
تأتي ترشيحات عدد من النقاد، ومنهم الناقدة حنان أبو الضياء، لأفلام المسابقة الدولية، مؤكدة أنها تحظى باهتمام واسع كونها ضمن القسم الدولي الذي تُعرض أفلامه لأول مرة، وتتسابق على جوائز المهرجان، ومن أبرز هذه الأفلام:

«اغتراب» للمخرج التونسي مهدي هميلي، إنتاج مشترك بين تونس ولوكسمبورغ وفرنسا وقطر والسعودية، وتدور أحداثه في أحد مصانع الحديد، حيث يتحول حادث عمل إلى رحلة انتقام تكشف مؤامرة كبرى، «الأشياء التي تقتلها» للمخرج الإيراني علي رضا خاتمي، عن صراع داخلي بين الانتقام والضمير، «ترميم» للمخرجة الليتوانية جابرييل أوربونايت، ويتناول الضغط النفسي لشابة تبحث عن الكمال في حياتها، «ثريا، حبي» للمخرج اللبناني نيكولا خوري، عن الراقصة ثريا التي تستعيد ذكرياتها مع المخرج الراحل مارون بغدادي، «الركض الصامت» للمخرجة مارتا بيرجمان، عن عائلة مهاجرة تواجه رحلة محفوفة بالمخاطر، «زنقة مالقة» للمخرجة المغربية مريم توزاني، عن صراع الأجيال بين أم وابنتها في طنجة، «كان يا ما كان في غزة» للأخوين طرزان وعرب ناصر، يصوّر غزة عام 2007 في مزيج من الواقع والفانتازيا، «ليس للموت وجود» للمخرج الكندي فيليكس دوفور لاباريير، عن رحلة امرأة تهرب من العنف إلى عزلة غامضة في الغابة، «مدينة الرمال» للمخرج البنغالي مهدي حسن، يروي قصتين متوازيتين عن الرمل والهوس الإنساني، «ضايل عِنا عرض» للمخرجين المصريين مي سعد وأحمد الدنف، وهو فيلم مصري فلسطيني يواكب عروض السيرك في غزة كمقاومة فنية للألم، «صفصافة» للمخرج المالطي بيتر سانت، عن قصة حب تتحدى العزلة، «اليعسوب» للمخرج البريطاني بول أندرو ويليامز، دراما نفسية عن العزلة والرحمة والخداع.

أفلام الجوائز الدولية
على جانب آخر، رشّح الناقد السينمائي خالد محمود، عددًا من الأفلام التي تُعرض خارج المسابقة، وخاصة في القسم الدولي أيضًا، مبرّرًا ذلك بأنها حازت على جوائز مهمة في مهرجانات عالمية مثل كان وبرلين وفينيسيا، ومن ثمّ يبحث عنها الجمهور قبل النقاد لأنها متميزة جدًا، ومن أبرز الأفلام المعروضة في هذا القسم:

الفيلم الإيراني «امرأة وطفل» للمخرج سعيد روستايي، الذي يقدم معالجة إنسانية جريئة لعلاقة أم بابنها وسط تحولات اجتماعية وسياسية ضاغطة.

الفيلم التشيكي الألماني البولندي «فرانز» للمخرجة أجنيسكا هولاند، الذي يرصد رحلة صحفي يبحث في قضايا اللاجئين ومآسي الحروب الأوروبية المعاصرة.

الفيلم الروماني «كونتيننتال 25» للمخرج رادو جود، الذي يستعيد ذاكرة الحقبة الاشتراكية في رومانيا من خلال كوميديا سوداء تمزج بين الواقع والخيال.

الفيلم الفرنسي «قضية 137» للمخرج دومينيك مول، ويتناول تحقيقًا بوليسيًا حول جريمة غامضة تكشف تناقضات العدالة المعاصرة.

الفيلم الإيطالي «مايسترو التنس» للمخرج أندريا دي ستيفانو، الذي يرصد صراعًا بين الموهبة والطموح في عالم الرياضة كمرآة للإنسان نفسه.

الفيلم الكوري الجنوبي «ماذا تقول لك الطبيعة» للمخرج هونج سانج-سو، يتناول فلسفة الحياة من خلال لقاء بين كاتب وموسيقار يعيدان اكتشاف الذات وسط صمت الطبيعة.

الفيلم المجري «صديق صامت» للمخرجة إلديكو إينييدي، إحدى أبرز الأسماء المكرّمة هذا العام، ويجمع بين الفلسفة والعاطفة في قصة عن الصداقة والحياة والذكاء الاصطناعي.

الفيلم التونسي الفرنسي «صوت هند رجب» للمخرجة كوثر بن هنية، الذي يعيد اكتشاف المرأة العربية كصوت للحرية والمقاومة في مواجهة القهر.

الفيلم الأذربيجاني المكسيكي التركي «عِظة إلى الفراغ» للمخرج هلال بيداروف، الذي يقدم تأملًا فلسفيًا في العزلة والوجود الإنساني.

آخر المعجزات
إلى جانب ذلك، تحظى الأفلام المصرية باهتمام كبير، ومنها الفيلم القصير «آخر المعجزات» بعد موافقة الرقابة على عرضه، وفيلم «شكوى رقم 713313» للمخرجة سارة شفيعي، وفيلم «بنات الباشا» للمخرج محمد العدل.